POETAS ÁRABES - الشعراء العرب


DEDICADO O MUNDO ÁRABE 

Por: Khaled Emam
Presidente da União dos Escritores e Intelectuais Árabes no Brasil
Embaixador da Cultura Árabe no Brasil - IOV MUNDIAL - UNESCO
___________________________________ 

من الاشعار العربية
اهداء إلى الشعب العربى

 خالد إمام
مدير اتحاد الكتاب والمثقفين العرب فى البرازيل
سفير الحضارة والثقافة العربية فى البرازيل ـ إيوف اليونسكو
____________________________



امير الشعراء أحمد شوقي




أحمد شوقي: شاعر مصري، يُعَدُّ أحد أعظم شعراء العربية في مختلِف العصور، بايعه الأدباء والشعراء في عصره على إمارة الشعر فلقب ﺑ «أمير الشعراء». كان صاحب موهبة شعرية فَذَّةٍ، وقلم سَيَّال، لا يجد عناء في نظم الشعر، فدائمًا ما كانت المعاني تتدفق عليه كالنهر الجاري؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية، فبلغ نتاجه الشعري ما لم يبلغه تقريبًا أيُّ شاعر عربي قديم أو حديث، حيث وصل عدد أبيات شعره إلى ما يتجاوز ثلاثةً وعشرين ألف بيت وخمسمائة.

وُلد «أحمد شوقي علي» بحي الحنفي بالقاهرة في عام ١٨٦٨م، لأبٍ شركسي وأُمٍّ ذات أصول يونانية، لكنه نشأ وتربَّى في كنف جَدته لأمه التي كانت تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل. أُدخل شوقي في الرابعة من عمره الكُتَّاب فحفظ فيه قدرًا من القرآن، ثم انتقل بعدها ليُتِمَّ تعليمه الابتدائي، وأظهر الصبي في صغره ولعًا بالشعر، جعله يَنْكَبُّ على دواوين فحول الشعراء فيحفظ وينهل منها قدر ما يستطيع، ولما أتمَّ الخامسة عشرة من عمره التحق بقسم الترجمة الذي أُنشِئَ حديثًا بمدرسة الحقوق، سافر بعدها إلى فرنسا ليكمل دراسته القانونية، ورغم وجوده في باريس آنذاك، إلا أنه لم يُبْدِ سوى تأثرٍ محدودٍ بالثقافة الفرنسية، فلم ينبهر بالشعراء الفرنسيين أمثال: رامبو، وبودلير، وفيرلين. وظل قلبه معلقًا بالشعراء العرب وعلى رأسهم المتنبي.

يُعَدُّ أحمد شوقي من مؤسسي مدرسة الإحياء والبعث الشعرية مع كل من: محمود سامي البارودي، وحافظ إبراهيم، وعلي الجارم، وأحمد محرم. وقد التزم شعراء هذه المدرسة بنظم الشعر العربي على نهج القدماء، خاصة الفترة الممتدة بين العصر الجاهلي والعباسي، إلا أنه التزامٌ مازَجَه استحداث للأغراض الشعرية المتناوَلَة، التي لم تكُن معروفة عند القدماء، كالقصص المسرحي، والشعر الوطني، والشعر الاجتماعي. وقد نظم شوقي الشعر بكل أغراضه: المديح، والرثاء، والغزل، والوصف، والحكمة.



بايع الأدباء والشعراء أحمد شوقي أميرًا لهم في حفلٍ أُقِيمَ بالقاهرة عام ١٩٢٧م، وظل الرجل مَحَلَّ إعجاب وتقدير ليس فقط بين الخاصة من المثقَّفين والأدباء بل من عموم الناس أيضًا، وفي عام ١٩٣٢م رحل شوقي عن عالمنا، وفاضت رُوحُهُ الكريمة إلى بارئها عن عمر يناهز أربعة وستين عامًا

فاروق جويدة
شاعر مصري. ولد في محافظة كفر الشيخ. تخرّج في كليّة الآداب من قسم الصّحافة عام 1968. بدأ حياته العمليّة محرّراً بالقسم 
الاقتصادي بجريدة الأهرام. قال العديد من الأبيات الشعريّة الجميلة الّتي يصف فيها وطنه وألمه عليه












قصيدة أحلام حائرة

الموج يجذبني إلى شيءٍ بعيد
 وأنا أخاف من البحار
 فيها الظلّام
 أنتظر النّهار ولقد قضيت العمر
 أترى سترجع قصّة الأحزان في درب الحياة؟
 فلقد سلكت الدّرب ثم بلغت يوماً منتهاه 
وحملت في الأعماق قلباً علّه
 ما زال يسبح في دماه 
فتركت هذا الدّرب من زمنٍ وودّعت الحنين
 و نسيت جرحي من سنين 
وللأزهار وكتبت للدّنيا
 إلى كلّ البشر
 الحبّ واحة عمرنا
 ننسى به الآلام في ليل السّفر
 ونسير فوق جراحنا بين الحفر


قصيدة في هذا الزمن المجنون

في هذا الزّمن المجنون 
لا أفتح بابي للغرباء 
لا أعرف أحداً 
فالباب الصامت نقطة ضوء في عيني
 أو ظلمة ليل أو سجّان
 فالدّنيا حولي أبواب
 لكنّ السّجن بلا قضبان
 والخوف الحائر في العينين
 يثور ويقتحم الجدران
 والحلم مليكٌ مطرودٌ 
لا جاه لديه ولا سلطان
 سجنوه زماناً في قفص
 سرقوا الأوسمة مع التّيجان
 وانتشروا مثل الفئران
 أكلوا شطآن النّهر
 وغاصوا في دم الأغصان
 صلبوا أجنحة الطّير
 وباعوا الموتى والأكفان 
قطّعوا أوردة العدل
 ونصبوا ( سيركاً ) للطغيان 
في هذا الزّمن المجنون
 إمّا أن تغدوا دجّالاً
 أو تصبح بئراً من أحزان
 لا تفتح بابك للفئران 
كي يبقى فيك الإنسان!


نزار قباني

شاعر سوري معاصر، عُرف بشعره في المرأة والحب والحرب، له ديوان شعريّ يُعدّ من الأكثر تداولاً، لقصائده وقع لطيف على نفوس الناس ويُعبّر بصدق عن أحاسيسهم، لنزار قبّاني العديد من القصائد الرائعة، وفي هذا المقال بعضاً م









قصيدة حب بلا حدود

يخاطب نزار قباني في قصيدته حبيبته ويقول لها: 
يا سيِّدتي: كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي قبل رحيل العامْ. أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ بعد ولادة هذا العامْ 
أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ. أنتِ امرأةٌ.. صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ.. ومن ذهب الأحلام 


أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي قبل ملايين الأعوام
يا سيِّدتي: يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ. يا أمطاراً من ياقوتٍ.. يا أنهاراً من نهوندٍ.. يا غاباتِ رخا.
يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ.. وتسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ. لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفت
في إحساسي.. في وجداني.. في إيماني.. فأنا سوف أَظَلُّ على دين إسلامْ.. يا سيِّدتي


لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ. سوف أحِبُّكِ
عند دخول القرن الواحد والعشرينَ.. وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ.. وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ



وسوفَ أحبُّكِ.. حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ.. وتحترقُ الغاباتْ..
يا سيِّدتي: أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ.. ووردةُ كلِّ الحرياتْ. يكفي أن أتهجى إسمَكِ.. حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ
وفرعون الكلماتْ.. يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ.. حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ.. وتُرفعَ من أجلي الرّاياتْ.. 
يا سيِّدتي لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ. لَن يتغيرَ شيءٌ م

لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ. لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ. لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ
حين يكون الحبُ كبيراً.. والمحبوبة قمراً.. لن يتحول هذا الحُبُّ لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ
يا سيِّدتي: ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني لا الأضواءُ.. ولا الزيناتُ.. ولا أجراس العيد.. شَجَرُ الميلادْ
لا يعني لي الشارعُ شيئاً. لا تعني لي الحانةُ شيئاً. لا يعنيني أي كلامٍ يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ


يا سيِّدتي: لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِ حين تدقُّ نواقيس الآحادْ. لا أتذكرُ إلا عطرُكِ حين أنام على ورق الأعشابْ
لا أتذكر إلا وجهُكِ.. حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ.. وأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطاب




ما يُفرِحُني يا سيِّدتي أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ بين بساتينِ الأهدابْ
ما يَبهرني يا سيِّدتي أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ.. أعانقُهُ.. وأنام سعيداً كالأولادْ
يا سيِّدتي: ما أسعدني في منفاي أقطِّرُ ماء الشعرِ.. وأشرب من خمر الرهبانْ ما أقواني
حين أكونُ صديقاً للحريةِ.. والإنسانْ


يا سيِّدتي: كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ.. وفي عصر التصويرِ


وفي عصرِ الرُوَّادْ كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً في فلورنسَا. أو قرطبةٍ. أو في الكوفَةِ أو في حَلَبٍ. أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ


يا سيِّدتي: كم أتمنى لو سافرنا نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ حيث الحبُّ بلا أسوارْ والكلمات بلا أسوارْ والأحلامُ بلا أسوارْ 
يا سيِّدتي: لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ، يا سيدتي سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ.. وأعنفَ مما كانْ.. أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ
في تاريخ الوَردِ.. وفي تاريخِ الشعْرِ.. وفي ذاكرةَ الزنبق والريحانْ


يا سيِّدةَ العالَمِ لا يُشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ أنتِ امرأتي الأولى. أمي الأولى رحمي الأولُ شَغَفي الأولُ شَبَقي الأوَّلُ طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ
يا سيِّدتي: يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها.. هاتي يَدَكِ اليُسْرَى.. كي أستوطنَ فيها


قولي أيَّ عبارة حُبٍّ حتى تبتدئَ الأعيادْ.





فراق

الفراق هو الشيء الخارج عن قدراتنا وليس بآرادتنا .. وهو قصة ألفها القدر ومثلها الانسان
 وهو اصعب ما يواجههُ الانسان في حياته .. وهو شيء محزن يبقى داخل قلب الانسان الصادق مدى حياتهِ
..و يقتل القلب ببطئ . وهو حزن لا يفارق القلب مدى الحياة, الفراق هو حـزن كلهيب الشم 
يبخر اجمل الذكريات واللحظات من القلب لنسمو بها الى العلياء فتجيبهُ العيون بنثر الدموع 
لتطفئ حرقة الذكريات واللغة الوحيدة للفراق هي الدموع , فعند الفراق لا نجيد الكلام ولا ندري كيف نعبر
 عن ما في قلوبنا ونبقى صامتين , اونجعل لعيوننا كلامآ , لا يفهمه الا من احبنا بصدق فسيفه 
صمتنا من نظرتهِ الاولى ال عيوننا .. وإجعل وداعك لوحة من المشاعر يستميت الفنانون لرسمها ولا يستطيعون
 .. فهذا اخر ما سيسجله الزمن في رصيدكما .. نقرآ كثيرآ عن الفراق لكن لا يوجد ما نريد ولا يوجد تفسير له فهو كالحب تعجز الحروف عن وصفهِ



(نزار قباني)
 
لنفترق قليلا لخير
 هذا الحب يا حبيبي
 و خيرنا لنفترق قليلا
 لأنني أريد أن تزيد في محبتي 
أريد أن تكرهني قليلا
 بحق مالدينا 
من ذكر غاليه كانت على كلينا 
بحق حب رائع  
مازال منقوشا على فمينا 
مازال محفورا على يدينا
 بحق ما كتبته ... إلي من رسائل
 ووجهك المزروع مثل وردة في داخلي و حبك الباقي على شعري ... على أناملي
 بحق ذكرياتنا
 و حزننا الجميل
 و ابتسامنا
 و حبنا الذي غدا أكبر من كلامنا أكبر من شفاهنا
 بحق أحلى قصة للحب
 في حياتنا أسألك الرحيلا
 لنفترق أحباباً فالطير كل موسم تفارق الهضابا
 و الشمس يا حبيبي تكون أحلى
 عندما تحاول الغيابا 
كن في حياتي الشك
 والعذابا 
كن مرة أسطورة
 كن مرة سرابا 
و كن سؤالا في فمي لا يعرف الجوابا
 من أجمل حب رائع 
يسكن منا القلب و الأهدابا 
و كي أكون دائما جميلة 
و كي تكون أكثرا اقترابا
 أسألك الذهابا 
لنفترق و نحن عاشقان
 لنفترق برغم كل الحب والحنان




القبلة الأولى


عامان مرا عليها يا مقبلتي

 وعطرها لم يزل يجري على شفتي
 كأنها الآن لم تذهب حلاوتها

 ولا يزال شذاها ملء صومعتي 
إذ كان شعرك في كفي زوبعة
 وكأن ثغرك أحطابي وموقدتي قولي
 أأفرغت في ثغري الجحيم 

وهل من الهوى أن تكوني أنت محرقتي
 لما تصالب ثغرانا بدافئة لمحت في شفتيها 
طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية حمراء
 إنك قد حببت معصيتي ويزعم الناس أن الثغر ملعبها
 فما لها التهمت عظمي وأوردتي يا طيب قبلتك الأولى

 يرف بها شذا جبالي وغاباتي وأوديتي
 ويا نبيذية الثغر الصبي إذا ذكرته غرقت بالماء حنجرتي

 ماذا على شفتي السفلى تركت وهل طبعتها في فمي الملهوب

 أم رئتي لم يبق لي منك إلا خيط رائحة يدعوك أن ترجعي للوكر سيدتي



قصيدة أحبك جداً

أحبّك جداً وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويـل 
وأعرف أنك ستّ النساء وليس لدي بديـل
وأعرف أن زمان الحنيـن انتهى

ومات الكلام الجميل لست النساء ماذا نقول أحبك جداً
أحبك جداً وأعرف أني أعيش بمنفى وأنتِ بمنفى
وبيني وبينك ريحٌ وغيمٌ وبرقٌ ورعدٌ وثلجٌ ونـار 

وأعرف أن الوصول لعينيك وهمٌ 
وأعرف أن الوصول إليك انتحـار 
ويسعدني أن أمزّق نفسي لأجلك أيتها الغالية 
ولو خيّروني لكرّرت حبّك للمرّة الثّانية 


يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر
أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر أحبك جداً 
وأعرف أني أسافر في بحر عينيك دون يقين 
وأترك عقلي ورائي وأركض أركض أركض خلف جنونـي
أيا امرأة تمسك القلب بين يديها سألتك بالله لا تتركيني لا تتركيني

فماذا أكون أنا إذا لم تكوني
أحبك جداً وجداً وجداً وأرفض من نـار حبك أن أستقيلا 
وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقلا
وما همّني إن خرجت من الحب حيّا وما همّني إن خرجت قتيلا





أجمل ما قال نزار قباني

أحبك.. لا أدري حدود محبتي.. طباعي أعاصير.. وعواطفي سيل
وأعرف أني متعب ياصديقتي.. وأعرف أني أهوج.. أنني طفل
أحب بأعصابي، أحب بريشي.. أحب بكلي
لا اعتدال، ولا عقل. ويا ليت المشاعر ترى ليعرف كل ذي حق حقه
أتجوّل في الوطن العربي وليس معي إلّا دفتر


يرسلني المخفر للمخفر.. يرسلني العسكر للعسكر.. وأنا لا أحمل في جيبي إلّا عصفور
لكن الضابط يوقفني.. ويريد جوازاً للعصفور
تحتاج الكلمة في وطني لجواز مرور.. أبقى مرميّاً ساعاتٍ منتظراً فرمان المأمور
أتأمّل في أكياس الرمل ودمعي في عينيّ بحور.. وأمامي ارتفعت لافتةٌ تتحدّث عن وطن واحد
تتحدّث عن شعب واحد.. وأنا كالجرذ هنا قاعد.. أتقيّأ أحزاني وأدوس جميع شعارات الطبشور


وأظلّ على باب بلادي مرميّاً كالقدح المكسور. لا ترفع الصوت فأنت آمن
ولا تناقش أبداً مسدساً.. أو حاكماً فرداً.. فأنت آمن.. وكن بلا لونٍ، ولا طعمٍ، ولا رائحةٍ
وكن بلا رأيٍ.. ولا قضيةٍ كبرى.. واكتب عن الطقس، وعن حبوب منع الحمل إن شئت فأنت آمن

هذا هو القانون في مزرعة الدواجن
تاريخنا ليس سوى إشاعة، من أين يأتينا الفرح.. ولوننا المفضل السواد، نفوسنا سواد
عقولنا سواد، داخلنا سواد، حتى البياض عندنا يميل للسواد

من أين يأتينا الفرح؟
وكل طفل عندنا، تجري على ثيابه دماء كربلاء
والفكر في بلادنا أرخص من حذاء
وغاية الدنيا لدينا : الجنس.. والنساء. قضيت عشرين سنة.. أعيش في حضيرة الأغنام
أعلف كالأغنام.. أنام كالأغنام.. أبول كالأغنام.. أدور كالحبة في مسبحة الإمام
أعيد كالببغاء، كل ما يقول حضرة الإمام.. لا عقل لي لا رأس.. لا أقدام


جاء تشرين يا حبيبة عمري.. أحسن الوقت للهوى تشرين
ولنا موعد على جبل الشيخ.. كم الثلج دافئ وحنون
لم أعانقك من زمان طويل.. لم أحدثك والحديث شجون
جاء تشرين إن وجهك أحلى.. بكثير ما سره تشرين
كيف صارت سنابل القمح أعلى.. كيف صارت عيناك بيت السنونو
إنّ أرض الجولان تشبه عينيك.. فماء يجري ولوز وتين

كل جرح فيها حديقة ورد.. وربيع ولؤلؤ مكنون.. يا دمشق البسي دموعي سواراً

وتمني فكل شيء يهون
لا تثقي، بما روى التاريخ، يا صديقتي فنصفه هلوسة ونصفه خطابة
أطفالنا، ليس لهم طفولة.. سماؤنا، ليس بها سحابة.. عشاقنا يستنشقون وردة الكآبة
كتابنا، يحاولون القفز كالفئران من مصيدة الرقابة

هل تسمعين أشواقي عندما أكون صامتاً؟
إن الصمت يا سيدتي هو أقوى أسلحتي.. هل شعرت بروعة الأشياء التي أقولها عندما لا أقول شيئاً؟
فاتنٌ وجهك لكن في الهوى ليس تكفي فتنة الوجه الجميل
يحدث أحيانا أن أبكي مثل الأطفال بلا سبب.. يحدث أن أسأم من عيني بلا سبب
يحدث أن أتعب من كلماتي.. يحدث أن أتعب من تعبي وبلا سبب

قرأت كتاب الأنوثة حرفاً حرفاً ولا زلت أجهل ماذا يدور برأس النساء

هل عندك شك أنك أحلى امرأة في الدنيا وأهم امرأة في الدنيا؟ 
هل عندك شك أني حين عثرت عليك ملكت مفاتيح الدنيا؟
هل عندك شك أني حين لمست يديك تغيّر تكوين الدنيا؟ 
هل عندك شك أن دخولك في قلبي هو أعظم يوم في التاريخ وأجمل خبر في الدنيا؟
هناك ثقافة واحدة هي ثقافة القوة.. حين أكون قوياً يحترم الناس ثقافتي

وحين أكون ضعيفاً أسقط أنا وتسقط ثقافتي معي
أنا رجل لا يريح ولا يستريح فلا تصحبيني على الطرق المعتمة
فشِعري مدان ونثري مدان ودربي الطبيعي بين القصيدة والمحكمة.



**************************

جبران خليل جبران

شاعر ورسام وكاتب عربي لبناني من أدباء وشعراء المهجر، ولد في بلدة بشري في شمال لبنان هاجر صبيًا مع عائلته إلى الولايات
 المتحدة الأمريكية ليدرس الأدب وليبدأ مسيرته الأدبية والكتابة باللغتين العربية والإنجليزية، واشتهر في المهجر بكتابه النبي الذي صدر عام 1923م توفي جبران في نيويورك في 10 نيسان 1931م عن عمر ناهز 48 عاماً؛ بسبب مرض السل وتليف الكبد، وقد تمنى جبران أن يدفن في لبنان وتحققت أمنيته عام 1932م حيث نقل رفاته إليها ودفن هناك فيما يعرف الآن باسم متحف جبرن



يا زمان الحب قَد ولى الشباب


يا زَمانَ الحُبِّ قَد وَلّى الشَّباب
 وَتَوارى العُمرُ كَالظلِّ الضَّئيل
 وَامّحى الماضي كَسَطرٍ مِن كِتاب 

خَطَّهُ الوَهمُ عَلى الطّرس البَليل 
وَغَدَت أَيّامُنا قَيد العذاب في وُجودٍ بِالمَسَرّات بخَيل
 فَالَّذي نَعشَقُهُ يَأساً قَضى 
وَالَّذي نَطلُبُه مَلَّ وَراح
 وَالَّذي حُزناهُ بِالأَمسِ مَضى 
مِثلَ حُلمٍ بَينَ لَيلٍ وَصَباح
 يا زَمانَ الحُبِّ هَل يغني الأَمَل
 بِخُلودِ النَّفسِ عَن ذكرِ العُهود

 هَل تَرى يَمحو الكَرى رَسم القُبَل 
عَن شِفاهٍ مَلّها وَردُ الخُدود 
أَو يُدانينا وَيُنسينا المَلَل سَكرَة الوَصلِ
 وَأَشواق الصُّدود هَل يصمّ المَوتُ 

آذاناً وَعَت أَنّة الظُّلمِ 
وَأَنغام السّكون هَل يُغشّي القَبرُ أَجفاناً 
رَأَت خافيات القَبر وَالسرّ المَصُون
 كَم شَرِبنا مِن كُؤوس سَطَعت في يَدِ السّاقي
 كَنورِ القَبَس وَرَشَفنا مِن شِفاهٍ
 جَمَعَت نَغمَةَ اللّطفِ بِثَغرٍ أَلعَس
 وَتَلَونا الشّعرَ حَتّى سَمِعت زهرُ 

الأَفلاكِ صَوتَ الأَنفُس
 تِلكَ أَيّامٌ تَوَلّت كَالزُّهور 
بِهُبوطِ الثَّلجِ مِن صَدرِ الشِّتاء
 فَالَّذي جادَت بِهِ أَيدي الدُّهور
 سلَبَته خلسَةً كَفُّ الشّقاء
 لَو عَرَفنا ما تَرَكنا لَيلَةً 

تَنقَضي بَينَ نُعاسٍ وَرقاد
 لَو عَرَفنا ما تَرَكنا لَحظَةً
 تَنثَني بَينَ خُلوٍّ وَسُهاد
 لَو عرَفنا ما تَرَكنا بُرهَةً

 مِن زَمان الحُبِّ تَمضي بِالبعاد
 قَد عَرَفنا الآنَ لَكِن بَعدَما
 هَتَف الوجدان قُوموا 
وَاِذهَبوا قَد سَمِعنا وَذَكَرنا 
عِندَما صَرَخ القَبرُ وَنادى اِقتَرِبُوا

__________________________


من اقوال جبران خليل جبران

أنت أعمى،وأنا أصم أبكم ،إذن ضع يدك بيدي فيدرك احدنا الآخر -

ليست حقيقةُ الإنسان بما يظهرهُ لك ، بل بما لايستطيع أن يظهرهُ .لذلك إذا أردت أن تعرفه -
فلا تصغِ إلى مايقوله بل إلى ما لا يقوله
نصف ما أقوله لك لامعنى له،ولكنني أقوله ليتم معنى النصف الآخر -

ما أنبل القلب الحزين الذي لايمنعه حزنه على ان ينشد أغنية مع القلوب الفرحة -

منبر الإنسانية قلبها الصامت لاعقلها الثرثار -

إذا كنت لا ترى إلا ما يظهرهُ النور ، ولا تسمع إلا ما تعلنهُ الأصوات بالحقيقة لاترى ولا تسمع -

جميل أن تعطي من يسألك ما هو في حاجة إليه ولكن أجمل من ذلك أن تعطي من لا يسألك و أنت تعرف حاجته -

هناك من يتذمر لأن للورد شوكاً، وهناك من يتفاءل لأن فوق الشوك وردة -

لا تفكر أنك تستطيع أن توجه الحب في مساره فالحب إن وجدك جديراً به هو الذي يوجه مسارك -
__________________________________


بيرم التونسي

محمود بيرم التونسي (3 مارس 1893 - 5 يناير 1961) شاعر عامية مصري من أصل تونسي. عنت له أم كلثوم. وهو من اشهر الشعراء العاميين

ولد "محمود بيرم التونسي" في حي الأنفوشي بالإسكندرية بشارع البوريني بالسيالة في 3 مارس 1893، ولكن والده سجّله ضمن مواليد حي الأزاريطة

كان لبيرم أخت واحدة من والده وكانت تكبره بحوالي عشرين عامًا، وكان والده يمتلك مع أبناء عمومته دكانًا لبيع الحرير، فكان مثل باقي التجار يريد تعليم ابنه، فما لبث أن أرسله وهو في الرابعة من عمره إلى كُتّاب الشيخ جاد الله، وأوصى الشيخ بقوله: " افعل ما تريد" فكأن الشيخ ينتظر سماع هذه الجملة حتى ينهال على الصغير بالضرب؛ حيث كان بيرم لا يجيد الحساب فلا يفرق بين السبعة والثمانية في الكتابة!

ويئس الوالد من تعليم ابنه، فسلّم بذلك وأخرجه من الكتاب وأرسله ليعمل في دكان الحرير مع أبناء عمومته، حتى ليقول بيرم عن هذه الفترة: إنه لم يستفد من هذا الشيخ إلا إلمامه بمبادئ القراءة والكتابة فقط، أما حبه وشغفه بالقراءة والمعرفة فلم يكن ليتعلمها أبدًا بهذا الأسلوب العنيف في التربية!

ويحاول والده ثانية، فيرسله إلى "مسجد المرسي أبو العباس" وكان به معهد ديني، وهناك شغف بيرم بمراقبة الطلبة الأكبر منه سنًا حيث كانوا يقرءون وهم يروحون ويجيئون في أرجاء المعهد، وبالفعل أخذ الصغير يقلدهم ويشتري الكتب ويحاول قراءتها بنف الطريقة فما كان منهم إلا أن سخروا منه




قصيدة شمس الاصيل
شمس الأصيل دهبّت
خوص النخيل يا نيل
تحفة ومتصورة
فى صفحتك يا جميل
لو الناي على الشط غنى
و القدود بتميل
على هبوب الهوا
لما يمر عليل
يا نيل أنا واللي أحبه
نشبهك بصفاك
لانت ورقت قلوبنا
لما رق هواك
وصفونا فى المحبه
هو هو صفاك
ملناش لا احنا ولا انت
فى الحلاوه مثيل
انا وحبيبى يا نيل
نلنا أمانينا
مطرح ما يرسى الهوى
ترسى مراسينا
والليل إذا طال و زاد
تقصر ليالينا
واللى ضناه الهوى
باكى و ليله طويل
انا وحبيبى يا نيل
غايبين عن الوجدان
يطلع علينا القمر
ويغيب كأنه ما كان
بايتين حوالينا نسمع
ضحكة الكروان
على سواقي بتنعى
ع اللى حظه قليل
يا نيل



قصيدة القلب يعشق كل جميل

القلب يعـشق كـل جميل
وياما شفت جمال يا عين
واللي صدق في الحب قليل
وإن دام يدوم يوم ..ولايومين
والـلـي هـويته اليوم
دايـم وصـــالــه دوم
لا يعاتـب اللي يتـوب
ولا في طـبـعـه الـلـوم
واحــد مفيـش غيره
مــلا الوجــود نـوره
دعـــانـي لبيتـه
لحـد بـاب بــيـتـه
ولــمـا تـجـلالــي
بالــدمـع نـاجـيـتـه
كـنـت أبـتـعد عـنـه
وكــان يـنـادينـــي
ويـقـول مـصـيرك يـوم
تخـضـع لـي وتـجـينـي
طاوعــني….. ياعـبـدي
طـاوعـنـي أنا وحــدي
مالك حبيب غيري قبلي و لا بعدي
أنـا الـلـي أعـطـيـتك
مـن غـير مـا تـتـكـلـم
وأنـا الـلـي عـلـمـتك
مـن غـير مـا تـتـعـلـم
والـي هـديـتـه إلـيـك
لـو تـحسـبـه بـاديــك
تـشـوف جـمـأيـلـي عـلـيـك
من كـل شـئ …أعـظـم
ســلـم لـنـا تـسـلـم
دعــانـي لــبـيـتـه
لـحـد بــاب بـيـتـــه
ولـمـا …. تـجـلالـي
بـالـدمـع نـاجــيــتـه
مـكـه وفيها جبال النـور
طـالـه علي البـيـت الـمعمور
دخـلـنا بـاب الـسـلام
غـمـر قـلـوبـنـا الـسـلام
بـعـفـو رب غـفـور
فـوقـنا حـمـام الحـمي
عــدد نــجـوم الـسـمـا
طـأيـر علينـا يـطـوف
ألـوف تتـابـع الـــوف
طايريهني الـضـيـوف
بالـعـفـو والـمرحـمـة
والـلـي نـظـم سـيـره
واحــد مـفـيـش غـيره
دعــانـى لـبــيـتـه
لـحـد باب بـيـتـه
ولــمـا تـجـلالــى
بالــدمـع نـاجـيـته
جـيـنـا عـلـى روضـه
هــالـه من الـجـنـه
فـيهـا الأحـبـة تـنـول
كـل الـلـى تـتـمـنى
فيها طرب و سرور
و فـيـهـا نـور عـلـى نور
وكـاس مـحـبـة يدور
والـلـى شـرب … غـنـى
ومـلايـكـة الـرحـمـن
كـانـت لـنـا … نـدمـان
بالـصـفـح والـغـفـران
جاية تبشرنا
يـاريـت حــبـايـنـا
يـنـولـوا مــــا نـلـنا
يــارب تــوعــدهـم
يــارب واقــبــلـنـا
دعـــانـى لـبـيـتـه
لـحـد بــاب بـيـتــه

قصيدة النسوان من أجمل ما كتب العم بيرم
..........


في كل عام للورد أوان .. إلا النسوان
بقدرتك نابتين ألوان .. أبيض و احمر

وانت اللي تعلم وانا اجهل .. فيه ايه اجمل
من دي الخدود اللي لا تدبل .. ولا تتغير
ودي العيون اللي اشهد لك .. بها و اسجد لك
دي خلت الطاغي انقاد لك .. والمتكبر
والشفتين اللي فالقهم .. كنت خالقهم
للابتسام و لا رازقهم .. دانت تحير
بذمتي انت اللي جاذبني .. يا معذبني
و ياللي ذوقك يعجبني .. لما تصور

لك صنعه في العين و الحاجب .. بيها تتعاجب
وتقول وجود الله واجب .. مين بيه يكفر
ولك قوالب للاجسام .. غلب الرسام ..
يقلدك بحجر و رخام .. يلقاك اشطر
يا ست يام زناق محبوك .. وقميص مفكوك
حطي على القلب المشبوك .. ايدك يعمر
ويام نص ملايه حرير .. و النص يطير

على الكتاف انا عقلي صغير .. غطى المرمر
وياللي ساقـك يسوى رقاب .. حارت ألباب
في لون حقيقته ان كان بشراب .. و لا مقـشر
و ياللي خصرك له حركات .. تقفل شركات
ويضج منها داوود بركات .. لما يحرر
وياللي لابسه لي جوانتي .. أربعه سنتى
على ايه خفيتي و بينتي .. في اللي ما يظهر
و ياللي بالدراعات تمشي .. و لا تحتشمي

متشمره لي وما اقدرشي .. عالمتشمر
و يام شمسية يا عايقة .. على فين سايقة
يا مركبة الورد اللايقة .. ع المتشــــجر
هواكي بالياسمين هافف .. و حلق رافف
يصافح العقد اللافف .. على دى المنحر
يا مسلمين الله يا حريم .. انا مالي غريم
غيركم اروح وياه في جحيم .. يوم المحشر
الدنيا و النسوان خلاص .. و الراجل لاص

لا طبلة تـنفع و لا بلاص .. لو يتكسر
عليه قفا عايز الخية .. وخلقه ردية
وجتته المشعرانية .. حاجه تقشعر
ولا الشنب والدقن ياهوه .. مهما حلقوه
باين وعايز لعن ابوه .. برضك اخضر


بيرم التونسي والمقامات ..
نقول دائما أن بيرم التونسي كتب بضع وخمسين مقامة .. وهناك مقامة أعتذر عنها ولم تعد تنشر لتعرضها لأمور تتعلق بالدين .. وما تم نشره من مقامات هو ..
المقامة الانتخابية / المقامة البرلمانية / المقامة الأوتومبيلية / الاشتراكية / الاسكلوبية / الحانوتية / الانترناسونالية / السريرية / البربرية / الطابعية / المارودية / المنديلية / الاورد وفرية / الكهرمانية / العصرية / الخلنجانية / الاسفنجية / الوطنية / الفينيكية / السوارسية / البانسيونية / الكانونية / الاقتصادية / الذواتية / الرغيفية / الواترمانية.
المقامة السجقية / النسائية / الهبابية / الفلوكية / الشعرية / الفطيرية / الاهرامية / الصندوقية / الصعيدية / الهانمية / المنزولية / البوفيهية / الكوكتيلية / الجوربية / الزقفونية / الفسيخية / الرفاعية / التليفونية / السينماتوغرافية / الصحفية / البيجامية / القرشصاغية / الفوردية / الكامب شيزارية / الأمريكانية / الفونوغرافية / المقامة الكركونية..
واليكم المقامة الواترمانية ..
قال مزرطان بن مزرطان:
لا أقول كان لي واترمان .. بل أقول لو كان كل المجاورين كفلان لأفلس كل كَتبي . وأولهم البابي الحلبي . فقد كان يدخل الكتبخانة ويسرق في المطبوع والمخطوط . ما يسعه كُم الزعبوط . يخرج بها ملزمة ملزمة . وأحيانا بالرزمة . إلى أن فتح أعين الموظفين . فشددوا الرقابة على المجاورين . وأصبح الكتاب لا يعار إلا بعذاب . فعمد إلى الإستعارة من زيد ، والاستدارة على عبيد . وكلما استعار كتابا باعه . ويدعي أنه أضاعه . وهو مع ذلك...
ابن شيخ طريقة خلوتي من شيوخ العمامة الخضراء
يأخذ النـذر من ثمانين الفاً من مريدين كلهم في رخــاء
من خراف ، وسمنة ودجاج ونقـــود .. وغلة.. وبــلاء
وله في مؤجري الطين خال وأخ من مشــايخ الخفــراء
وقريب في مصر تاجر بيض وقريب في هيأة العلمــاء
عرفت اللعين ، في زي المساكين ، يستقبلني إذا قدمت ، ويشيعني إذا قمت ، ولم يستعر مني دون المجاورين كتابا ولا قلما ولا محبرة ، حتى تناسيت عيوبه ، وقلت إنها مختلقة مكذوبة.
أما الواترمان فكان هدية ، من سيدة انجليزية ، عرفتها في طريق الأهرام ، وتبادلنا العزائم والاكرام ، وهذا الواترمان بعض هداياها ، التي لا أنساها ، كنت أكتب به فيجتمعون حولي حلقة ! ويقولون سبحان من خلقه " ويسألونني بالله كيف ينفتح وكيف يمتلي ! وما هذا الذهب الوهاج ؛ أو بكم اشتريته ؛ حتى كدت أن أكسره أمام الجماعة ، أو ألقيه في بلاعة.
أعود إلى سارق الكتب الذي جاءني يوما يفرك عينيه بيده على صدغيه .
قلت : ما خطبك ؟
قال : لم أذق النوم . إلى هذا اليوم.
قلت : ولــــم ؟
قال : سهرت أمس مع إحدى الغانيات حتى طلعت الشمس وبيني وبينها موعد عند الظهيرة . لنستأنف جلسة قصيرة.
قلت : أين ؟
قال : في بيتها ذي العمدان ولا أكذبك أنني مهدم الكيان . وليتك تذهب يا مزرطان . بدلا مني . معتذرا عني.
قلت : لك ذلك.
قال : اصبر حتى أكتب لها خطابا لتستعد لاستقبالك . فقد تخجل من أمثالك .
وسأنتظرها حتى ترد ، وتقول لي متى تستعد ، اعرني الآن هذا الواترمان . ليكون الخط أجمل والسر أفعل ، .. ثم أخذه وانطلق ، وتركني كالغلق
ولم أره إلا في اليوم الثاني
قلت : أين المرأة ؟
قال : وجدتها مع بعلها . وجماعة من أهلها.
قلت : أين الواترمان ؟
فجعل ينبش في الحزام والعمة والجيوب ويظهر الارتباك والقطوب ، وبعد أن لعن الشيطان ، وصلى الله على النبي صلى الله عليه وسـلم.
قال : ضاع الواترمان . والله أعلم . هلم لنسأل عنه في الأروقة علهم وجدوه أو فأعلن عنه في تختة المفقودات . يرتد لنا في القريب الآت .
قلت : بل الأفضل الاعلان بالخط الكبير . وأمسكت قطعة الطباشير . وكتبت .
سارق الكتب جاءكـــم بجــديا من البدع
كان لصــاً وحسـبكم فارتقى اللص وارتفع
كان يسـطو على الملا زم في حلبة الشـرف
فانثنى يســرق المصــــا غ ويستخــرج النجف
لهــف قلبي على الواتـــر مان ذي الحلية الذهب
جـــاءني واســـتعاره ثم أخفاه وانتحــــب
زاعمــا أن جـــيبــــا فيه خرق وقد سقـط
بينكـــم أيها الكــــرا م ويا ناكـري اللقط !
الواترمان لــم يــــزل في ثنايا إهابـــــــه
فتشـــوا اللص كلكم عـلّ أن تظفــروا به
فوربك لقد جاء من أسبوعين غلام صغير في السنة الثالثة الأزهرية يقول :
صاحبك الآن في المكتبة ينسخ كتاب ابن عقيل ، بقلمك الجميل ، والله لقد أبصرته وهو يضغط عليه ، ويفشخ شقيه ، ويحرك منه جلبة التبر ، ويضرب به الهواء ليسقط الحـبر ، هذا والقلم في يده كالجـواد الذي اعتاد التليد . واستوحش من صاحبه الجديد .. قــم فأدرك القلــم.
قال ابن مزرطان : فنهبت الأرض إلى المكتبة ، ثم وقفت خلفه . وهو يكتب والقلــم يأبى بأي صفة.
قلــت : افتني نفع الله بك المســلمين . وأكثر من أمثالك في رجال الدين .
هــل يسرق الأنســـان شــيئا يجهله
يجــهل هـــل يلبســه أو يأكلـــــه
لـــه بهــان جيبــــه ومنـــــــزلــه
وربما حـــان عليــــــه أجلـــــه
هـــذا الواتــرمـــان الــذي تسـتعملـه
أيــــن أعاليـــه ؟ وأيـــن أســفلـه ؟
أم كيف قـــل لي يا هــزيـل تحمله
هــل لـــك من جيــــب به يحمله
أم كنت في العمـة حــرزا تجعله
جرمك جــرم لا عقـــاب يعدله
لا بـــد من " قســم " له يسـجـله
ولولا تدخل بعض أهل الفضل ، وقولهم إن الرحمة فوق العدل ، لجررته إلى القســم جــرا حتى لا يتجــرأ ، ويفعلها مرة أخــرى.

******************

عيناكي - نزار قباني





نزار قبانى اختاري


أهم شعراء العرب

قيس بن الملوح

عُرف قيس بن الملوّح بمجنون ليلى، وقيل اسمه بختري بن الجعد، ومنهم من قال غير ذلك 
وهناك تضارُب في نسبه فمنهم من نسبه إلى بني عامر بن صعصعة، ومنهم من نسبه إلى بني كعب بن سعد
وقد اشتُهر هذا الشاعر في حب ليلى بنت مهدي العامريّة، والتي ورد أنّها تعرّفت إليه أثناء رعي البها 
فهاما ببعضهما إلى أنْ قتل الحُب قيساً


شاعر السيف والقلم



محمود سامي البارودي

شاعر السيف والقلم هو محمود سامي بن حسن حسين بن عبد الله البارودي 
ولد في السادس من أكتوبر من عام 1839م، وهو شاعرٌ مصريّ من عائلة ذات صلة بأمور الحكم
 وتبوأ مناصب مهمّة بعد التحاقه بالسلك العسكريّ، وكان مُطلعاً على التراث العربي 
وخصوصاً الأدبيّ منه؛ فقرأ دواوين الشعراء في مقتبل عمره وحفظ شعرهم
 وأُعجب بالعديد من الشعراء، مثل: أبي تمام، والبحتري، والشريف الرضي والمتنبي

يعدّ محمود البارودي رائد مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربيّ الحديث 
وأحد زعماء الثورة العربية، واختاره الثوّار ليتولّى وزارة الحربية ورئاسة الوزارء من بعدها 
لقّب محمود البارودي بشاعر السيف والقلم أو ربّ السيف والقلم




توفيق الحكيم


يُعَدُّ توفيق الحكيم أبا المسرح في الوطن العربيّ، ومصر، وهو أديبٌ، ومُفكِّر، ومُؤسِّس فنّ الرواية
 والقصّة، والمسرحيّة في الأدب العربيّ الحديث، وقد وَصَفه النقّاد بأنّه رائد المسرح الذهنيّ 
حيث وُلِد توفيق الحكيم في الإسكندريّة، في التاسع من أكتوبر من عام 1898م 
وهو من أب مصريّ من الفلّاحين الأثرياء كان يعمل في القضاء، أمّا أمّه، فهي تركيّة من عائلة أرستقراطيّة 
علماً بأنّ توفيق الحكيم التحق بمدرسة حكوميّة وهو في السابعة من العُمر، وأتمّ المرحلة الابتدائيّة فيها 
ثمّ انتقل؛ لمواصلة تعليمه الثانويّ في القاهرة، في مدرسة محمد علي الثانويّة


طه حسين


طه حسين هو كاتب، ومفكّر، وشاعر مصري، من أبرز أعلام الحركة العربية الأدبية في القرن العشرين 
لُقّب بعميد الأدب العربي، وكان من أوائل الحاصلين على شهادة الدكتوراة في الأدب العربي 
وقد كتب العديد من المؤلّفات والروايات، ومن أشهر كتاباته الإبداعية كتاب الأيام الذي تناول فيه سيرته الذاتية 
وقد ترجم هذا الكتاب إلى الإنجليزية ونُشر عام 1997م



الشاعر محمود غنيم


هو شاعر مصري ولد في 25 ديسمبر في عام 1901م في قرية مليج التابعة لمحافظة المنوفية في مصر 
حيث تفتحت عيناه على هدوء الريف، ونقائه، وخضرته، فتأثر بالطبيعة مبكراً
 حيث كانت رافداً من روافد الانحياز إلى الفطرة والأصالة، وعرف بحسّه المرهف 
وبتأثره بالأحداث والمؤثرات النفسية المحيطة به، وفي هذا المقال سنعرفكم عليه



الشاعر حافظ إبراهيم


مُحمّد حافظ إبراهيم، هو من أشهر شُعراء العرب المُعاصرين عامّة ومِصر خاصّة 
وهو صاحب ألقاب "شاعر النّيل" و"شاعر الشَّعب"، والذي عُدّ أحد أعضاء مدرسة الإحياء 
والبعث الخاصّة بالشِّعر التي اشتُهرت بانتماء العديد من الشُّعراء إليها، مثل أحمد شوقيّ 
ومحمود سامي الباروديّ، وغيرهم، كما كان له صداقة قويّة مع أمير الشُّعراء أحمد شوقيّ استمرّت إلى مماته
 ومن الجدير بالذِّكر أنّه تمتّع باحترام عالٍ عند من من يؤيّدونه وعند خصومه كذلك؛
 فهو على الرّغم من اختلافه مع العقّاد، وخليل مطران في المذهب الشِّعري إلّا أنّهما 
ما كانا يُكنّان إليه إلّا كلّ تقدير وإنصاف لموقعهِ في الأدب الشِّعريّ




قصيدة اللغة العربية لحافظ إبراهيم


رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي
 وناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِي
 رَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ
وليتَني عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتي
 وَلَدتُ ولمَّا لم أجِدْ لعرائسي رِجالاً
 وأَكفاءً وَأَدْتُ بناتِي وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغاية ً

 وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ
 فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة ٍ
 وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ أنا البحر

 في أحشائه الدر كامن
 فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
 فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني
 ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي

 فلا تَكِلُوني للزّمانِ 
فإنّني أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي
 أرى لرِجالِ الغَربِ عِزّاً ومَنعَة ً
 وكم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ 
أتَوْا أهلَهُم بالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً فيا
ليتَكُمْ تأتونَ بالكلِمَاتِ أيُطرِبُكُم 
من جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ يُنادي
 بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي
 ولو تَزْجُرونَ الطَّيرَ يوماً 
عَلِمتُمُ بما تحتَه مِنْ عَثْرَة ٍ

 وشَتاتِ سقَى اللهُ في بَطْنِ الجزِيرة ِ 
أَعْظُماً يَعِزُّ عليها أن تلينَ قَناتِي 
حَفِظْنَ وِدادِي في البِلى
 وحَفِظْتُه لهُنّ بقلبٍ دائمِ الحَسَراتِ 
وفاخَرْتُ أَهلَ الغَرْبِ والشرقُ مُطْرِقٌ

 حَياءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِراتِ 
أرى كلَّ يومٍ بالجَرائِدِ مَزْلَقاً
 مِنَ القبرِ يدنينِي بغيرِ أناة ِ
 وأسمَعُ للكُتّابِ في مِصرَ ضَجّة ً
 فأعلَمُ أنّ الصَّائحِين نُعاتي 

أَيهجُرنِي قومِي
-عفا الله عنهمُ إلى لغة ٍ لمْ تتّصلِ برواة ِ سَرَتْ
 لُوثَة ُ الافْرَنجِ فيها كمَا سَرَى
 لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ 
فجاءَتْ كثَوْبٍ ضَمَّ سبعين رُقْعة ً
 مشكَّلة َ الأَلوانِ مُختلفاتِ إلى مَعشَرِ الكُتّابِ

 والجَمعُ حافِلٌ بَسَطْتُ رجائِي
 بَعدَ بَسْطِ شَكاتِي فإمّا حَياة
 ٌ تبعثُ المَيْتَ في البِلى
 وتُنبِتُ في تلك الرُّمُوسِ رُفاتي 
وإمّا مَماتٌ لا قيامَة َ بَعدَهُ مماتٌ لَعَمْرِي لمْ يُقَسْ بمماتِ





محمود درويش



أجمل حب

كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة 
وُجدنا غريبين يوماً 
وكانت سماء الربيع تؤلف نجماً ... ونجماً 
و كنت أؤلف فقرة حب

.. لعينيك.. غنيتها 
أتعلم عيناك أني انتظرت طويلاً 
كما انتظر الصيف طائر
 و نمت.. كنوم المهاجر

 فعين تنام لتصحو عين.. طويلاً
 و تبكي على أختها 
حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر
 نعلم أن العناق، وأن القبل
 طعام ليالي الغزل
 و أن الصباح ينادي خطاي لكي تستمرّ 

على الدرب يوماً جديداً
 صديقان نحن، فسيري بقربي كفاً بكف 
معا نصنع الخبر والأغنيات 
لماذا نسائل هذا الطريق .. لأي مصير
 يسير بنا؟
 و من أين لملم أقدامنا؟ 

...فحسبي، وحسبك أنا نسير 
معاً، للأبد
 لماذا نفتش عن أغنيات البكاء 
بديوان شعر قديم؟ 
و نسأل يا حبنا! هل تدوم ؟
أحبك حب القوافل واحة عشب وماء
 و حب الفقير الرغيف! 
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة 
وجدنا غريبين يوماً

 و نبقى رفيقين دوماً


_____________________________



نزار قباني .. حب أعمى

ملخص رواية “رادوبيس” للكاتب نجيب محفوظ



تعتبر الرواية واحدة من روايات الثلاثية التاريخية التي كتبها نجيب محفوظ والتي تضم رواية رادوبيس بالإضافة إلى روايتي عبث الأقدار وكفاح طيبة، وتميزت بأبعاد سياسية ألقت الضوء على الواقع المصري المعاصر من خلال صراع الملك مع السلطة الدينية وكيفية تعامله مع العصيان الشعبي الذي واجهه أثناء فترة حكمة وعلاقته بالجميلة رادوبيس

تدور أحداث الرواية في مصر القديمة يوم الاحتفال بعيد النيل المقدس، كانت آبو عاصمة مصر تشهد جموع الشعب القادمين لمشاهدة موكب الملك والاحتفال بالعيد، تجمع الناس في الطريق الطويل الممتد بين قصر الملك ومعبد النيل وشق الجموع هودج رادوبيس الجميلة ليثير جلبة في أرجاء المكان ويلفت انتباه الجميع، كانت رادوبيس غانية صاحبة جمال فاتن يذيب القلوب تقيم في قصرها الأبيض الساحر في جزيرة بيجة بالقرب من العاصمة تستقبل فيه كبار القوم الذين يغدقونها بالهدايا الثمينة أملًا في نيل رضاها والنظر إلى وجهها المشرق

مضت دقائق طويلة بعد وصول رادوبيس حتى بدأت طلائع الجيش تسير صفوفًا متراصة على أنغام الموسيقى الحربية، ثم ظهرت العجلة الفرعونية التي تحمل الملك الشاب تتقدم الموكب، تعالت الهتافات للملك وامتلأ الجو بالحماسة ولكن بين كل تلك الأصوات أفلت صوت يصيح ليحيي صاحب القداسة “خنوم حتب” وزير الملك ورددت خلفه عشرات الأصوات، أسرها الملك في نفسه وتحكم في غضبه ولم يبد على ملامحة أي تعبير